يتساءل العديد من المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر عما إذا كانوا بحاجة إلى جراحة في الظهر ومتى يجب عليهم استشارة جرّاح العمود الفقري. ثمة عدة نقاط مهمة يجب أخذها في الاعتبار قبل استشارة جرّاح العمود الفقري لعلاج آلام أسفل الظهر وآلام الساقين. فما هي جراحة العمود الفقري الأسباب والفوائد والمخاطر..

الأعراض التي تستدعي جراحة العمود الفقري

1- آلام ومؤشرات تحذيرية:

تشير بعض الأعراض مثل آلام الظهر المستمرة، والألم الشديد والخدر في الساقين أو الفخذين أو منطقة الأرداف، والألم الليلي أو عدم القدرة على التحكم في حركة الأمعاء أو المثانة إلى وجود حالة طبية خطيرة وتستدعي العلاج الطبي الجراحي الفوري.

2- الأعراض الحادة/المتفاقمة التي لا تستجيب للعلاج غير الجراحي:

إذا لم تخف آلام الظهر بالعلاجات غير الجراحية واستمرت لعدة أشهر، أو ظهرت أعراض جديدة مثل الضعف التدريجي أو الأحاسيس غير الطبيعية في الساق (الساقين)، أو ظهرت أي أعراض أخرى مقلقة، ينبغي استشارة جرّاح العمود الفقري.

3- عدم القدرة على العمل بسبب آلام الظهر أو آلام الساقين:

بالرغم من اتباع علاج قوي غير جراحي، لم يعد الشخص قادراً على الذهاب إلى العمل وقيادة السيارة وإكمال أنشطة الحياة اليومية الأخرى، فمن المستحسن التفكير في إجراء جراحة العمود الفقري عاجلاً وليس آجلاً.
تكون الجراحة ممكنة فقط عندما يتم تحديد الإصابة التشريحية التي تسبب الألم الذي يعاني منه المريض والقابلة للتصحيح الجراحي.

أنواع آلام الظهر التي يمكن علاجها بالجراحة

تنشأ الآلام عادةً من الغضاريف والعظام والعضلات والأعصاب والأربطة. ويتم تحديد منطقة آلام الظهر من خلال التصوير الشعاعي واختبارات أخرى. وأنواع آلام الظهر التي يمكن علاجها بالجراحة:

1- مشاكل الديسك:
مرض الديسك التنكسي القطني والانزلاق الغضروفي القطني

2- اضطرابات العظام والمفاصل والاستقامة:
مشاكل المفاصل، وتضيق الثقب، وتضيق العمود الفقري القطني، والانزلاق الفقاري العرضي، والجنف.

3- الأورام والكتل:
أورام العمود الفقري الحميدة أو الخبيثة أو أورام العمود الفقري أو الخراجات أو الكتل الأخرى في العمود الفقري والحوض.

4- يمكن الجمع بين نوعين من جراحات العمود الفقري: على سبيل المثال، يمكن إجراء تخفيف الضغط عن الأعصاب في العمود الفقري على مستويات متعددة، متبوعًا بدمج العمود الفقري. ومع ذلك، فإن هذه الأنواع من العمليات الجراحية المدمجة عادةً ما يكون لها احتمالية أكبر لحدوث مضاعفات في المستقبل.

ترتفع احتمالات حدوث خطأ ما للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة. كما أنها تختلف حسب نوع الجراحة. ويُعد تحديد المشاكل المحتملة جزءاً مهماً من مهمة الجرّاح. لذا ناقش الأمر معه قبل التوجه إلى غرفة العمليات.

العمليات الخاصة بجراحة العمود الفقري

دمج العمود الفقري:

هذه الجراحة هي الأكثر شيوعًا لآلام الظهر المزمنة غير المحددة المصحوبة بحدوث تغيرات تنكسية. سيقوم الطبيب بربط عظام العمود الفقري، التي تسمى الفقرات، معًا. وهذا يحد من الحركة بينها وإلى أي مدى يمكن أن تتمدد أعصابك. لكنه على الأرجح لن يحد من نشاطك. إنه أمر نادر الحدوث، لكن العظام لا تندمج دائمًا بشكل كامل. يمكن أن يزيد التدخين من احتمالية حدوث هذه المضاعفات. إذا حدث ذلك، فقد تحتاج إلى عملية أخرى لإصلاحه.

استئصال الصفيحة الفقرية:

وهي الجراحة الأكثر شيوعاً لعلاج تضيق الفقرات القطنية. في هذا الإجراء، يزيل الجراح أجزاء من العظام أو النتوءات العظمية أو الأربطة في ظهرك. هذا يخفف الضغط على الأعصاب في العمود الفقري ويخفف من الألم أو الضعف، لكن هذا الإجراء يمكن أن يجعل عمودك الفقري أقل ثباتاً. إذا حدث ذلك، فستحتاج على الأرجح إلى دمج العمود الفقري أيضاً. يقوم الأطباء أحياناً بإجراء العمليتين معاً.

جراحة الفقرات:

تُستخدم هذه الجراحة لتخفيف الألم المرتبط بعصب مضغوط في العمود الفقري. يقوم الجراح بقطع العظم من جوانب الفقرات لتوسيع المساحة التي تخرج منها الأعصاب من عمودك الفقري. تُخفف المساحة الإضافية الضغط على الأعصاب وتساعد على تخفيف الألم. ومثل استئصال الصفيحة الفقرية، يمكن لهذا الإجراء أن يجعل عمودك الفقري أقل ثباتاً. لذلك قد يقوم الجراح بإجراء دمج العمود الفقري في الوقت نفسه. سيزيد ذلك من الوقت الذي تحتاجه للتعافي.

استئصال الديسك:

في بعض الأحيان، يمكن أن ينزلق الغضروف، وهو الوسادة التي تفصل بين فقرات العمود الفقري، من مكانه، ويضغط على العصب الفقري، ويسبب ألمًا في الظهر. في عملية استئصال الديسك، يزيل الجراح كل الغضروف أو جزءًا منه. قد يُضطر الطبيب إلى إجراء شق كبير في ظهرك، أو قد يكون قادراً على القيام بذلك من خلال شق صغير يُسمى الاستئصال التنظيري. وتتم العملية باستخدام منظار الجراحة من خلال شق أصغر من استئصال الغضروف المفتوح.

استبدال الغضروف:

يقوم الجراح بإزالة الغضروف التالف في العمود الفقري وإدخال قرص اصطناعي بين الفقرات. وعلى عكس الدمج، يتيح لك ذلك الاستمرار في تحريك عمودك الفقري. قد يكون وقت التعافي أقصر من وقت دمج الفقرات أيضًا. ولكن ثمة احتمال ضئيل أن ينزلق الغضروف الجديد أو يسقط من مكانه ويتطلب الأمر إصلاحه.

الزرع بين الفقرات:

وهو بديل بسيط التوغل عن جراحة استئصال الصفيحة الفقرية أو جراحة استئصال الديسك مع الدمج. يزرع الجراح جهازاً على شكل حرف U بين فقرتين في أسفل ظهرك. يساعد على إبقاء المسافة بينهما مفتوحة ويخفف الضغط على أعصاب العمود الفقري. توفر الغرسة الثبات وتتيح لك تحريك ظهرك كالمعتاد تقريباً. قد لا تتمكن من الانحناء للخلف بنفس السهولة في تلك المنطقة.

أكبر مخاطر جراحة الظهر:

عدم معرفة ما إذا كانت ستساعدك في تخفيف ألمك أم لا. وأفضل شيء يمكنك القيام به هو التحدث بصراحة مع الجراح حتى يعرف ما الذي يحدث لحالتك الصحية وتعرف ما يمكن توقعه قبل الذهاب إلى غرفة العمليات.

العلاجات الطبيعية قبل جراحة العمود الفقري

بالنسبة لمعظم حالات آلام أسفل الظهر، توصي إرشادات العلاج المتبعة بضرورة تجربة العلاجات غير الجراحية قبل التفكير في جراحة العمود الفقري:

بالنسبة لآلام الظهر الحادة أو شبه الحادة (عندما تكون مدة الألم أقل من 3 أشهر)

• قد تساعد تدابير العلاج الذاتي مثل الراحة والتدفئة في تخفيف الأعراض.
• وتساعد الأدوية الفموية لآلام الظهر الحادة على تخفيف الأعراض، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) ومرخيات العضلات الهيكلية.
• يمكن أيضًا تجربة التدليك أو الوخز بالإبر أو العلاج الطبيعي خلال هذه الفترة.
• بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، تتحسن آلام الظهر الحادة بمرور الوقت بغض النظر عن العلاج.
• إذا تطورت آلام الظهر الحادة نتيجة إصابة مباشرة أو حادث، فمن الأفضل التفكير في إجراء جراحة العمود الفقري.

بالنسبة لآلام الظهر المزمنة (عندما تكون مدة الألم أكثر من 3 أشهر)

• يمكن تجربة مزيج من العلاجات غير الجراحية، بما في ذلك مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ومرخيات العضلات
• العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية
• الوخز بالإبر الصينية والتاي تشي واليوغا وغيرها.

إذا استمرت آلام الظهر أو تفاقمت بعد تجربة سلسلة من العلاجات غير الجراحية، يمكن عندها التفكير في إجراء جراحة العمود الفقري. أما إذا بدأت آلام الظهر في التحسن، يمكن للمريض أن يستأنف أنشطته الطبيعية بطريقة تدريجية، ولن يكون من الضروري استشارة جرّاح العمود الفقري.