الرحم هو عضو مجوف على شكل كمثرى حيث يحدث نمو الجنين. ويبدأ سرطان الرحم في طبقة الخلايا التي تُشكّل بطانة الرحم. ويُسمى سرطان الرحم أحياناً بسرطان بطانة الرحم. كما يمكن أن تتشكل أنواع أخرى من السرطان في الرحم، بما في ذلك ساركوما الرحم، لكنها أقل شيوعاً بكثير من سرطان بطانة الرحم. غالباً ما يتم اكتشاف سرطان الرحم في مرحلة مبكرة لأنه يسبب أعراضاً. غالباً ما تكون أعراض سرطان الرحم الأولى هي النزيف المهبلي غير المنتظم. إذا تم العثور على سرطان الرحم في وقت مبكر، فغالباً ما يؤدي استئصال الرحم جراحياً إلى علاجه.
أسباب سرطان الرحم
سبب سرطان الرحم غير معروف. ما هو معروف هو أن شيئًا ما يحدث للخلايا الموجودة في بطانة الرحم يغيرها إلى خلايا سرطانية. ويبدأ سرطان الرحم عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا الموجودة في الرحم، والتي تسمى بطانة الرحم. ويحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تخبر الخلية بما يجب أن تفعله. تخبر التغييرات الخلايا بأن تتكاثر بسرعة. كما تخبر التغييرات الخلايا بالاستمرار في الحياة عندما تموت الخلايا السليمة كجزء من دورة حياتها الطبيعية. هذا يسبب الكثير من الخلايا الزائدة. قد تشكل الخلايا كتلة تسمى الورم. يمكن للخلايا أن تغزو أنسجة الجسم السليمة وتدمرها. بمرور الوقت، يمكن أن تنفصل الخلايا وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان الرحم؟
ثمّة العديد من عوامل خطر الإصابة بسرطان الرحم. يرتبط العديد منها بالتوازن بين الإستروجين والبروجسترون. تشمل عوامل الخطر هذه الإصابة بالسمنة، أو حالة تسمى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) أو تناول الإستروجين غير المتعارض (تناول الإستروجين دون تناول البروجسترون أيضاً). يُعد الاضطراب الوراثي متلازمة لينش عامل خطر آخر لا علاقة له بالهرمونات. وتشمل عوامل الخطر:
1- العمر ونمط الحياة والتاريخ العائلي
العمر: كلما تقدمتِ في العمر، تزداد احتمالية إصابتكِ بسرطان الرحم. تحدث معظم حالات سرطان الرحم بعد سن 50 عاماً.
النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية: يمكن أن يزيد النظام الغذائي الغني بالدهون من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرحم. كما أن الأطعمة الدهنية غنية بالسعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى السمنة.
التاريخ العائلي: يرث بعض الأشخاص اضطرابات وراثية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. الأشخاص الذين يعانون من متلازمة لينش، أو سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (HNPCC)، تزيد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان الرحم، إلى جانب أنواع أخرى من السرطان.
2- داء السكري
غالباً ما يرتبط هذا المرض بالسمنة، وهي عامل خطر للإصابة بالسرطان. ولكن تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة مباشرة بين داء السكري وسرطان الرحم أيضاً.
3- السمنة (زيادة وزن الجسم)
تتحول بعض الهرمونات إلى إستروجين بواسطة الأنسجة الدهنية، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. كلما زادت كمية الأنسجة الدهنية، زاد التأثير على مستويات الإستروجين.
4- أمراض المبيض
الأشخاص الذين لديهم أورام معينة في المبيض لديهم مستويات عالية من الإستروجين ومستويات منخفضة من البروجسترون. يمكن أن تزيد هذه التغيرات الهرمونية من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
5- تاريخ الحيض والإنجاب
الحيض المبكر: إذا بدأت دورتك الشهرية قبل سن 12 عامًا، فقد يزداد خطر إصابتك بسرطان الرحم. وذلك لأن رحمك يتعرض للإستروجين لسنوات أكثر.
انقطاع الطمث المتأخر: وبالمثل، إذا حدث انقطاع الطمث بعد سن الخمسين، يزداد الخطر أيضاً. حيث يتعرض الرحم للإستروجين لفترة أطول.
طول فترة الحيض: قد يكون عدد سنوات الحيض أكثر أهمية من عمرك عند بدء الدورة الشهرية أو انتهائها.
عدم الحمل: الأشخاص الذين لم يسبق لهم الحمل لديهم مخاطر أعلى.
6- العلاجات السابقة لحالات أخرى
العلاج الإشعاعي السابق للحوض: قد يؤدي العلاج الإشعاعي للحوض لعلاج سرطانات أخرى إلى تلف الحمض النووي للخلايا. وقد يزيد هذا الضرر من خطر الإصابة بنوع ثانٍ من السرطان.
العلاج ببدائل الإستروجين (ERT): يتلقى بعض الأشخاص العلاج بالإستروجين للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. إن الحصول على العلاج ببدائل الإستروجين بدون البروجسترون يجعلكِ أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الرحم.
استخدام عقار تاموكسيفين: قد تتلقى النساء هذا الدواء لعلاج سرطان الثدي. وهو يعمل مثل الإستروجين في الرحم ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
أعراض سرطان الرحم
- إفرازات مهبلية غير عادية، والتي يمكن أن تكون كريهة الرائحة أو تشبه الصديد أو مشوبة بالدم
- ألم أثناء الجماع
- ألم أو ضغط في منطقة الرحم
- ألم أو شعور بالضغط في الحوض أو أسفل البطن أو الظهر أو الساقين
- ألم أثناء التبول أو صعوبة في التبول أو وجود دم في البول
- ألم أثناء التبرز أو صعوبة في التبرز أو وجود دم في البراز
- نزيف من المثانة أو المستقيم
- تراكم السوائل في البطن (يسمى الاستسقاء) أو في الساقين (يسمى الوذمة اللمفية)
- فقدان الوزن
- فقدان الشهية
- صعوبة في التنفس
علاج سرطان الرحم
تحتاج معظم المصابات بسرطان الرحم إلى جراحة. تعتمد خطة علاجك الخاصة على نوع السرطان وصحتك العامة. تتضمن العلاجات الأخرى التي قد تخضعين لها ما يلي:
- العلاج الكيميائي، الذي يستخدم أدوية قوية لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي، الذي يرسل أشعة موجهة لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الهرموني، الذي يعطي الهرمونات أو يمنعها لعلاج السرطان.
- العلاج المناعي، الذي يساعد جهازك المناعي على محاربة السرطان.
- العلاج الاستهدافي، الذي يستخدم الأدوية لاستهداف خلايا سرطانية معينة لمنعها من التكاثر.
- يواصل الباحثون دراسة المزيد من الطرق لعلاج سرطان الرحم.
الوقاية من سرطان الرحم
لتقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، ينبغي عليكِ القيام بما يلي:
1- التحدث إلى طبيبك عن مخاطر العلاج بالهرمونات بعد انقطاع الطمث
إذا كنتِ تفكرين في العلاج بالهرمونات البديلة للمساعدة في السيطرة على أعراض انقطاع الطمث، فاسألي عن المخاطر والفوائد. ما لم تكوني قد استأصلتِ رحمك، فإن استبدال الإستروجين وحده بعد انقطاع الطمث قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم. يمكن أن يقلل دواء العلاج الهرموني الذي يجمع بين الإستروجين والبروجستين من هذا الخطر. ينطوي العلاج الهرموني على مخاطر أخرى، لذا وازني بين الفوائد والمخاطر مع طبيبك.
2- فكري في تناول حبوب منع الحمل
قد يقلل استخدام موانع الحمل الفموية لمدة عام واحد على الأقل من خطر الإصابة بسرطان الرحم. موانع الحمل الفموية هي موانع حمل تؤخذ على شكل حبوب. وتسمى أيضًا حبوب منع الحمل. يُعتقد أن تقليل الخطر يستمر لعدة سنوات بعد التوقف عن تناول موانع الحمل الفموية. ومع ذلك، فإن موانع الحمل الفموية لها آثار جانبية، لذا ناقشي الفوائد والمخاطر مع طبيبك.
3- حافظي على وزن صحي
تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، لذا اعملي على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه. إذا كنتِ بحاجة إلى إنقاص وزنك، فزيدي من نشاطك البدني وقللي من عدد السعرات الحرارية التي تتناولينها كل يوم.