متلازمة القولون العصبي (IBS) هي اضطراب شائع يصيب المعدة والأمعاء، أو ما يسمى أيضاً بالجهاز الهضمي. تشمل الأعراض التقلصات وآلام البطن والانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك أو كليهما. متلازمة القولون العصبي هي حالة مزمنة ستحتاج إلى التعامل معها لفترة طويلة. ويُعاني عدد قليل فقط من المصابين بالقولون العصبي من أعراض حادة. وبإمكان بعض الأشخاص السيطرة على الأعراض من خلال التحكم في النظام الغذائي ونمط الحياة والتوتر. كما يمكن علاج الأعراض الشديدة بالأدوية والاستشارة الطبية. الخبر الجيد أن القولون العصبي لا يسبب تغيرات في أنسجة الأمعاء أو يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أعراض القولون العصبي

تختلف أعراض القولون العصبي ولكنها عادة ما تكون موجودة لفترة طويلة. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:

• ألم في البطن أو تقلصات أو انتفاخات مرتبطة بحركة الأمعاء
• تغيرات في حركة الأمعاء
• تغيرات في عدد مرات التبرز
• الإحساس بعدم اكتمال الإخراج وزيادة الغازات أو المخاط في البراز.
• التعب ونقص الطاقة
• الشعور بالغثيان
• آلام الظهر

أسباب أعراض القولون العصبي

يمكن أن تحدث أعراض القولون العصبي بسبب:

1- الطعام

دور حساسية الطعام أو عدم تحمله في القولون العصبي ليس مفهوماً تماماً. ونادرًا ما تسبب حساسية الطعام الحقيقية القولون العصبي. لكن العديد من الناس يعانون من أعراض القولون العصبي السيئة عندما يأكلون أطعمة أو مشروبات معينة. وتشمل هذه الأطعمة القمح ومنتجات الألبان والحمضيات والفواكه الحمضية والفاصوليا والملفوف والحليب والمشروبات الغازية.

2- الإجهاد

يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي من أعراض حادة أو متكررة خلال فترات زيادة التوتر. ولكن في حين أن التوتر قد يزيد الأعراض سوءًا، إلا أنه لا يسببها.

القولون العصبي عن النساء

تلعب الهرمونات (هرمون الإستروجين مقابل هرمون التستوستيرون)، وحركة الجهاز الهضمي [حركة الطعام في جميع أنحاء الجهاز الهضمي]، والاستجابات للتوتر دورًا في الإصابة بالقولون العصبي عن النساء. وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي مع الإمساك، بينما يعاني الرجال أكثر من القولون العصبي مع الإسهال.
بشكل عام، يكون عبور الطعام في الجهاز الهضمي أبطأ لدى النساء مقارنة بالرجال، مما يعني أن الوقت الذي يستغرقه الطعام في الجهاز الهضمي يستغرق وقتاً أطول لدى النساء. مثال آخر هو أن المرأة الحامل تعاني من الإمساك أكثر من الرجل، ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون.

أعراض القولون العصبي عند النساء

بشكل عام، قبل الدورة الشهرية مباشرة، حيث يرتفع مستوى هرمون الإستروجين والبروجسترون لدى المرأة بشكل عام مما يسبب المزيد من الانتفاخ والإمساك. ثم تبدأ مستويات الهرمون في الانخفاض مع بداية الدورة الشهرية، وخلال الدورة الشهرية، تعاني النساء من أعراض الإسهال وزيادة حساسية الألم. كما تشير الدراسات أيضاً إلى أن النساء اللاتي يعانين من الدورة الشهرية المؤلمة أكثر عرضة للإصابة بأعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي قبل الدورة الشهرية. وتشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع هرمون الإستروجين يزيد من حساسية الألم، بينما يمتلك هرمون التستوستيرون بعض الخصائص الوقائية ضد إدراك الألم.  وتتشابه أعراض القولون العصبي لدى الرجال والنساء. ولكن تعاني النساء أكثر من الانتفاخ والغثيان والإمساك. كما أن النساء يتأثرن نفسياً بأعراض الجهاز الهضمي، حيث يعانين من الاكتئاب والقلق وانخفاض جودة الحياة.

عوامل خطر الإصابة بالقولون العصبي

غالبًا ما يحدث القولون العصبي لدى الأشخاص في أواخر سن المراهقة إلى أوائل الأربعينيات. وتشمل عوامل الخطر ما يلي:

• عدم تحمل بعض الأطعمة.
• عدوى شديدة في الجهاز الهضمي.
• تاريخ من سوء المعاملة.
• تشخيص القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي من حالات ألم مزمنة أخرى مثل:

• الألم العضلي الليفي العضلي.
• متلازمة التعب المزمن.
• ألم الحوض المزمن.

كيف يتم تشخيص القولون العصبي؟

الخطوة الأولى في تشخيص القولون العصبي هي التاريخ الطبي المفصل. سيسألك الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها:

هل تعاني من ألم مرتبط بحركة الأمعاء؟
هل لاحظت تغيراً في عدد مرات التبرز؟
كم مرة ظهرت عليك الأعراض؟
متى بدأت الأعراض لديك؟
ما الأدوية التي تتناولها؟
هل كنت مريضًا أو مررت بحدث مزعج في حياتك مؤخرًا؟

بناءً على الأعراض التي تعاني منها، قد تحتاج إلى اختبارات أخرى لتأكيد التشخيص.

نصائح لنمط الحياة والعلاجات المنزلية للقولون العصبي

غالبًا ما توفر التغييرات البسيطة في نظامك الغذائي ونمط حياتك الراحة من القولون العصبي. سيحتاج جسمك إلى وقت للاستجابة لهذه التغييرات. حاول أن:

• كيفية تخفيف الانتفاخ والتشنجات

• تناول الشوفان بانتظام
• تناول ما يصل إلى ملعقة كبيرة من بذور الكتان (الكاملة أو المطحونة) يوميًا
• تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها (مثل الملفوف والبروكلي والقرنبيط والكرنب والفاصوليا والبصل والفواكه المجففة)
• تجنب المنتجات التي تحتوي على مادة التحلية تسمى السوربيتول
• اسأل الصيدلي عن الأدوية التي يمكن أن تساعد، مثل بوسكوبان أو زيت النعناع
• تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تخفيف الاكتئاب والتوتر، وتحفز انقباضات الأمعاء، ويمكن أن تساعدك على الشعور بتحسن حالتك.

كيفية الحد من الإسهال

• قلل من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة (مثل الخبز البني والأرز البني) والمكسرات والبذور
• تجنب المنتجات التي تحتوي على مادة التحلية تسمى السوربيتول
• اسأل الصيدلي عن الأدوية التي يمكن أن تساعد، مثل إيموديوم (لوبيراميد).

كيفية تخفيف الإمساك

• اشرب الكثير من الماء للمساعدة في جعل برازك أكثر ليونة
• زيادة كمية الألياف القابلة للذوبان التي تتناولها – تشمل الأطعمة الجيدة الشوفان والبقول والجزر والبطاطس المقشرة وبذور الكتان (الكاملة أو المطحونة)
• اسأل الصيدلي عن الأدوية التي يمكن أن تساعد ( المسهلات )، مثل فيبوجيل أو نورماكول

الطب البديل في علاج القولون العصبي

دور العلاجات البديلة في تخفيف أعراض القولون العصبي غير واضح. اسأل الطبيب قبل البدء في أي من هذه العلاجات. تشمل العلاجات البديلة ما يلي:

• التنويم المغناطيسي. يقوم أخصائي مدرب بتعليمك كيفية الدخول في حالة استرخاء ثم يرشدك في إرخاء عضلات بطنك. قد يقلل التنويم المغناطيسي من ألم البطن والانتفاخ. تدعم العديد من الدراسات فعالية التنويم المغناطيسي على المدى الطويل في علاج القولون العصبي.
• النعناع. تشير الدراسات إلى أنه في الأشخاص المصابين بالقولون العصبي مع الإسهال، فإن الأقراص المغلفة خصيصًا التي تطلق زيت النعناع ببطء في الأمعاء الدقيقة (زيت النعناع المغلف معويًا) تخفف من الانتفاخ والإلحاح وألم البطن والألم أثناء التبرز.
• البروبيوتيك. البروبيوتيك هي بكتيريا “نافعة” تعيش عادةً في الأمعاء وتوجد في بعض الأطعمة، مثل الزبادي، وفي المكملات الغذائية. تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض البروبيوتيك قد تخفف من أعراض القولون العصبي، مثل ألم البطن والانتفاخ والإسهال.
• الحد من التوتر. يمكن أن تساعد اليوغا أو التأمل في تخفيف التوتر. يمكنك أخذ دروس أو التدرب في المنزل باستخدام الكتب أو مقاطع الفيديو.