عندما نتحدث عن العقم، ندخل عالمًا معقدًا مليئًا بالمشاعر المتضاربة، فهو يثير الحزن، الألم، واليأس، وفي الوقت ذاته يمزج بين الأمل والقوة والصمود. العقم، هذا الشعور القاسي بعدم القدرة على تحقيق أمنية الإنجاب، يعبر عن فترة صعبة في حياة الكثيرين.
في هذه اللحظات الصعبة، تتجلى قوة الروح البشرية وصمودها. فالتفاؤل والإيمان بأن الحياة لا تزال تحمل في طياتها العديد من الفرص، يساهمان في تحويل تلك الفترة إلى قوة تمنح القوة والصبر لمواجهة التحديات.
ضمن مقالنا، سنتكلم عن علاج العقم؛ أسبابه، وطرق علاجه.
ما هو العقم؟
مرض يصيب الجهاز التناسلي للذكور أو الإناث ويمنعهم من الحمل. قد يكون العقم ناتج عن أسباب وراثية، هرمونية، عضوية، أو نفسية.
يمكن تعريف العقم عند النساء بعدم القدرة على الحمل بعد محاولة لمدة 12 شهرًا على الأقل من دون استخدام وسائل منع الحمل. أما العقم عند الرجال فيمكن تعريفه بعدم القدرة على إنجاب طفل بعد محاولة لمدة عام أو أكثر من دون استخدام واقٍ. قد تختلف مدة المحاولة حسب عمر الزوجين وحالتهما الصحية. ينصح بمراجعة الطبيب قبل هذه المدة إذا كان أحد الزوجين يعاني من مشكلات في الخصوبة أو الجهاز التناسلي أو الهرمونات.
أعراض العقم
الأعراض الرئيسية للعقم هي عدم حدوث الحمل وقد لا تكون هناك أعراض أخرى واضحة. ولكن في بعض الحالات، قد تظهر بعض العلامات التي تدل على وجود مشكلة في الخصوبة، مثل:
- دورات حيض غير منتظمة أو شديدة الألم أو انقطاعها عند النساء.
- مشكلات في الانتصاب أو القذف أو الرغبة الجنسية أو عدد أو جودة الحيوانات المنوية عند الرجال.
- ألم أو تورم أو وجود كتل في منطقة الخصية عند الرجال.
- نمو غير طبيعي للثدي أو فقدان الشعر أو خلل هرموني أو وراثي عند الرجال أو النساء.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض أو لم تحملي بعد محاولة لمدة عام أو أكثر، فمن المستحسن مراجعة الطبيب لتشخيص السبب والعلاج المناسب. قد تكون هناك عوامل قابلة للتعديل تؤثر على خصوبتك، مثل نمط الحياة أو الوزن أو التغذية أو التدخين أو الإجهاد. كما قد تكون هناك تقنيات الإخصاب المساعد التي تساعدك على تحقيق حلم الأمومة أو الأبوة. لا تفقد الأمل ولا تتردد في استشارة أخصائي موقع عيادات ضمن قسم علاج العقم.
أسباب وعوامل خطر العقم
كما ذكرنا سابقاً، العقم هو عدم القدرة على الحمل بعد محاولة لمدة عام أو أكثر من دون استخدام وسائل منع الحمل. العقم قد يكون ناتج عن مشكلات في الجهاز التناسلي للذكور أو الإناث أو كليهما. بعض الأسباب المحتملة للعقم هي:
- انسداد أو تشوه في الأبواق أو الرحم أو القنوات المنوية.
- اضطرابات في الإباضة أو إنتاج الحيوانات المنوية.
- عوامل وراثية أو خلل هرموني أو مناعي.
- الإصابة بالتهابات أو أمراض منقولة جنسياً.
- الخضوع لعلاج السرطان بالكيميائي أو الإشعاعي.
بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالعقم هي:
- التقدم في العمر.
- التدخين أو تعاطي المخدرات.
- الوزن الزائد أو النقصان.
- نمط الحياة غير الصحي.
- ممارسة الجنس بشكل نادر أو غير منتظم.
- استخدام وسائل منع الحمل لفترة طويلة.
- الإجهاض المتكرر أو الولادة الصعبة.
إذا كنت تشتبه أنك تعاني من العقم، من المستحسن مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب والعلاج المناسب. قد تكون هناك طرق لتحسين خصوبتك أو الاستفادة من تقنيات الإخصاب المساعد. ابحث عن عيادة لعلاج العقم ضمن موقع عيادات.
تشخيص العقم
لتشخيص العقم، يجب إجراء فحوصات للزوجين لتحديد السبب والعلاج المناسب. قد تشمل الفحوصات ما يلي:
- فحص السائل المنوي للرجال للتحقق من عدد وجودة وحركة الحيوانات المنوية.
- فحص الدم للرجال والنساء للتحقق من مستويات الهرمونات.
- اختبارات الوراثة للرجال والنساء للكشف عن أي عيوب جينية.
- اختبارات التصوير للرجال والنساء للتحقق من وجود أي انسداد أو تشوه في الجهاز التناسلي.
- خزعة الخصية للرجال للتحقق من وجود أي مشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية أو لجمعها للإخصاب المساعد.
- تنظير البطن للنساء للتحقق من وجود أي مشكلة في الرحم أو الأبواق أو المبايض.
علاج العقم
يمكن علاج العقم بطرق مختلفة حسب سببه وحالة الزوجين. بعض الطرق الشائعة لعلاج العقم هي:
- الأدوية: تستخدم لتنظيم الهرمونات أو تحفيز الإباضة أو تحسين جودة الحيوانات المنوية.
- الجراحة: تستخدم لإصلاح الانسدادات أو القيلات أو الأورام أو العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي.
- التلقيح داخل الرحم: يتم فيه حقن الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم أثناء فترة الإباضة.
- الإخصاب في المختبر: يتم فيه استخراج البويضات من المبايض وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر ثم نقل الأجنة إلى الرحم.
علاج العقم عند الرجال عدد حيواناته المنوية صفر
العقم عند الرجال عدد حيواناته المنوية صفر يسمى بالانعدام الكلي للحيوانات المنوية أو الأزوسبرميا، وهو حالة تتميز بعدم وجود أي حيوان منوي في السائل المنوي. قد يكون السبب في ذلك انسداد في المسالك التناسلية أو خلل في إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين. يمكن تحديد السبب بإجراء فحوصات مخبرية وسونار للخصيتين والمسالك التناسلية.
علاج العقم عند الرجال عدد حيواناته المنوية صفر يعتمد على السبب والحالة الصحية للرجل والمرأة. بعض الخيارات العلاجية هي:
- الأدوية: تستخدم لتحفيز الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية أو تحسين جودتها. مثل الكلوميفين أو الهرمونات المنشطة للجريبات أو الأناستروزول.
- الجراحة: تستخدم لإصلاح الانسدادات أو القيلات أو الأورام أو العيوب الخلقية في الخصيتين أو المسالك التناسلية.
- استخلاص الحيوانات المنوية من الخصية: يتم فيه سحب الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين باستخدام إبرة أو ميكروسكوب، ويتطلب ذلك تعاون الزوجة لإجراء حقن مجهري للبويضة.
- التبرع بالحيوانات المنوية: يتم فيه استخدام حيوانات منوية من متبرع آخر، ويتطلب ذلك موافقة الزوجين والتأكد من سلامة المتبرع .
علاج العقم عند المرأة رحمها ذو قرنين
الرحم ذو القرنين هو حالة خلقية تتميز بوجود تجويفين في الرحم بدلا من تجويف واحد، ويشبه شكل الرحم قلبًا أو حرف Y مقلوب. هذه الحالة تنتج عن عدم اندماج القنوات المولرية بشكل كامل أثناء تطور الجنين. يعتبر من أكثر أنواع الشذوذات الرحمية شيوعًا، ويصيب حوالي 1-5% من النساء.
الرحم ذو القرنين قد يؤثر على الخصوبة والحمل لدى المرأة، حيث يزيد من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، والولادة القيصرية، والنزيف النفاسي، والحمل خارج الرحم، والولادة بطريقة غير طبيعية . ومع ذلك، فإن العديد من النساء اللواتي يعانين من الرحم ذو القرنين يستطعن الحمل والولادة بنجاح، ويعتمد ذلك على شدة الشذوذ وحالة الرحم والمبايض والأبواق.
علاج الرحم ذو القرنين يعتمد على الأعراض والمضاعفات ورغبة المرأة في الحمل. بعض الخيارات العلاجية هي:
- متابعة الحمل بعناية: تتضمن مراجعة الطبيب بشكل منتظم، وإجراء فحوصات السونار، وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية، والابتعاد عن التدخين والكحول والمواد المخدرة، والحد من الإجهاد والقلق.
- الأدوية: تستخدم لمنع الإجهاض أو الولادة المبكرة، مثل البروجستيرون، أو الهرمونات المنشطة للجريبات، أو الهيبارين .
- الجراحة: تستخدم لتصحيح شكل الرحم وزيادة فرص الحمل والولادة الطبيعية، وتسمى بجراحة استئصال الحاجز الرحمي أو جراحة متروبلاستي . هذه الجراحة تتطلب تخدير عام وتنظير رحمي، وتتمثل في إزالة الجزء الغضروفي الذي يفصل بين تجويفي الرحم، وترقيع الجرح بخياطة قابلة للامتصاص. هذه الجراحة تحسن من معدل الحمل وتقلل من معدل الإجهاض، ولكنها تزيد من خطر النزيف والالتصاقات والعدوى.
- التلقيح داخل الرحم أو الإخصاب في المختبر: تستخدم في حال فشل العلاجات السابقة أو وجود عوامل أخرى تؤثر على الخصوبة، مثل انسداد الأبواق أو انخفاض جودة الحيوانات المنوية.
كيف يتم تشخيص حالة الرحم ذو القرنين؟
تشخيص الرحم ذو القرنين يتم عن طريق إجراء فحوصات مختلفة للرحم والحوض:
- فحص الحوض: يتم فيه فحص الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية بالنظر واللمس.
- الموجات فوق الصوتية: يتم فيها استخدام موجات صوتية عالية الجودة لإنشاء صورة للرحم والمبايض والأبواق.
- تنظير البطن: يتم فيه إدخال كاميرا صغيرة عبر شق في البطن لمشاهدة الرحم من الخارج.
- تنظير الرحم: يتم فيه إدخال كاميرا صغيرة عبر المهبل وعنق الرحم لمشاهدة الرحم من الداخل.
هذه الفحوصات تساعد في تحديد شكل وحجم وتجويف الرحم، ومعرفة إذا كان هناك أي انسداد أو التهاب أو ورم أو عيب خلقي في الرحم أو المسالك التناسلية.
هل جراحة استئصال الحاجز في رحم مزدوج خطيرة؟
عملية جراحية تهدف إلى توحيد تجويفي الرحم ذوي القرنين في تجويف واحد، وذلك بإزالة الجزء الغضروفي أو العضلي الذي يفصل بينهما. هذه العملية تساعد في تحسين فرص الحمل وتقليل خطر الإجهاض لدى النساء اللواتي يعانين من الرحم ذو القرنين.
جراحة استئصال الحاجز في رحم مزدوج تعتبر عملية آمنة وفعالة بشكل عام، ولكن كأي عملية جراحية، هناك مخاطر لحدوث بعض المضاعفات، مثل :
- النزيف: قد يحدث نزيف خلال أو بعد العملية، وقد يستدعي ذلك نقل الدم أو إجراء عملية ثانية لوقف النزيف.
- العدوى: قد تتعرض النساء للإصابة بالعدوى في الرحم أو الجرح أو المسالك البولية، وقد تحتاج إلى المضادات الحيوية لعلاجها.
- تلف الأعضاء المجاورة: قد يتضرر الحالب أو المثانة أو الأمعاء أثناء العملية، وقد يتطلب ذلك إصلاحًا جراحيًا أو قسطرة أو فغر.
- الالتصاقات: قد تتكون الالتصاقات في الرحم أو الحوض بعد العملية، وقد تسبب ألمًا أو عقمًا أو انسدادًا في الأبواق أو الأمعاء.
- الحمل خارج الرحم: قد تزداد فرصة الحمل خارج الرحم بعد العملية، وهو حالة خطيرة تستدعي العلاج الفوري.
- الولادة المبكرة: قد تزداد فرصة الولادة المبكرة بعد العملية، وهو ما يزيد من خطر حدوث مضاعفات للأم والجنين.
لتقليل مخاطر حدوث هذه المضاعفات، ينصح باتباع التعليمات الطبية قبل وبعد العملية، ومراجعة الطبيب بشكل منتظم، والتحرك في أقرب وقت ممكن، وتناول الأدوية الموصوفة، والابتعاد عن الجهد والجماع والتدخين والكحول والمواد المخدرة.
إذا كنت تفكرين في إجراء جراحة استئصال الحاجز في رحم مزدوج، عليك مناقشة الفوائد والمخاطر والبدائل مع طبيبك، والتأكد من أنك تفهمين الإجراء والنتائج المتوقعة.
علاج العقم عن طريق زرع خصية
إجراء جراحي يتم فيه وضع خصية اصطناعية في كيس الصفن لتحسين المظهر أو استعادة الوظيفة الجنسية. قد يلجأ بعض الرجال لزرع الخصية بسبب عيب خلقي أو مرض أو إصابة أو جراحة استئصال الخصية.
زرع الخصية لا يعالج العقم عند الرجال، فهو لا يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية أو الهرمونات الذكرية. إذا كان الرجل عقيماً بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو انسداد في الجهاز التناسلي أو مشكلة وراثية أو هرمونية، فإن زرع الخصية لن يحل هذه المشاكل.
لعلاج العقم عند الرجال، قد يحتاج الرجل إلى إجراء فحوصات واختبارات لتحديد السبب والخيارات العلاجية المناسبة. بعض الخيارات العلاجية قد تشمل العلاج الهرموني أو الأدوية أو الجراحة أو تقنيات الإنجاب المساعدة مثل الحقن المجهري أو الإخصاب المخبري.
في بعض الحالات، قد يتم إجراء خزعة الخصية لاستخراج الحيوانات المنوية من نسيج الخصية مباشرة واستخدامها في عمليات التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري. هذا الإجراء يتم تحت التخدير الموضعي ويستغرق بضع دقائق.
كيف يتم إجراء خزعة الخصية وهل هو مؤلم؟
خزعة الخصية هي إجراء يتم فيه أخذ عينة من نسيج الخصية لفحصها تحت المجهر. يمكن أن تساعد في تحديد سبب العقم أو الكشف عن وجود سرطان أو مشاكل أخرى في الخصية.
هناك طريقتان رئيسيتان لإجراء خزعة الخصية: الخزعة الجراحية وخزعة الإبرة. الخزعة الجراحية تتطلب إحداث شق صغير في الجلد وإزالة جزء من الخصية. خزعة الإبرة تتم باستخدام إبرة خاصة لسحب عينة من الخصية دون الحاجة لفتح الجلد.
عموماً، خزعة الخصية لا تُعتبر مؤلمة للغاية، لكن قد تتسبب في بعض الإحساس بالضغط والتوغل القليل. يُجرى الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي لتخدير المنطقة والحد من الشعور بالألم. قبل بدء الإجراء، قد يُعطى المريض مسكنًا للألم أو يُحقن المنطقة المراد إجراء الخزعة فيها بمخدر موضعي.
باستخدام العلاجات المتطورة والتقنيات الحديثة، يمكن لأطباء التخصص في علاج العقم أن يقدموا الأمل والمساعدة للأزواج اللذين يعانون من صعوبات في الإنجاب. فهم يستخدمون مجموعة متنوعة من العلاجات بما في ذلك تنظيم الهرمونات، وإجراءات التلقيح الصناعي، والجراحة التصحيحية، بحيث يمكن تحقيق الحمل المنشود. وبفضل التقدمات الطبية المستمرة، تتاح للأزواج فرص جديدة لتحقيق أحلامهم في تكوين أسرة سعيدة وصحية.
الأسئلة الشائعة:
ما هي أحدث التقنيات المستخدمة في علاج العقم؟
تشمل التقنيات الحديثة التي تستخدم في علاج العقم تلقيح البويضات المجهري، وتقنية الحقن المجهري للحيوان المنوي، وتقنيات التلقيح الصناعي مثل الإخصاب في المختبر وزرع الأجنة.
هل يمكن للأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب الحمل بطرق طبيعية؟
نعم، في بعض الحالات، يمكن للأزواج تحقيق الحمل بعد تلقي العلاج المناسب لمشاكل العقم، ولكن في بعض الحالات الأخرى قد يتطلب الأمر تدخل طبي متقدم مثل تلقيح البويضات المجهري أو زرع الأجنة.